مقدمة

إن قيم المهنة هي فئة فرعية من منظومة الأخلاق بصفة عامة، والممارس لمهنة معينة يواجه أنواعاً خاصة من المشكلات ذات الطبيعة الأخلاقية، يتعين عليه أن يتعلم كيف يواجهها بشكل منهجي، ولا يعينه بالضرورة تدريبه ومعرفته بالمنظومة الأخلاقية للأشخاص العاديين على مواجهة مثل هذه المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة لها.

ويتعين على العاملين أداء أعمالهم بالطريقة التي تحافظ على مصلحة المجتمع، واحترام ثقته، وإظهار التزامهم بالإطار المهني.

وأصبحت قيم العمل / قيم المهنة تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام على خارطة السلوك الوظيفي والمهني في دول العالم كافةً.

إن هذا يعكس الاتجاه الحديث في الإدارة لدى قيادات المؤسسات، والشركات، والقطاعات الحكومية والخاصة، وهو اتجاه صحيح، وإن كان متأخراً في العالم الحديث، إلا أنه ليس متأخراً في الشريعة الإسلامية، فقد جاءت فيه آيات وأحاديث كثيرة، سنذكرها فيما بعد، وهذا من دلائل إعجاز الشريعة الإسلامية التي جاءت بمبادئ راسخة شاملة للمهنة.