مقدمة

اختلف العلماء والمفكرون في تناول موضوع "السلوك الإنساني في التنظيم"، فاتجه البعض إلى توصيف السلوك الفردي وتعريفه بكافة أبعاده، ومحدداته، بينما تناول البعض الآخر السلوك الجماعي من حيث الحركة، والديناميكية، والتفاعل الذي يحدث داخلها، وعلاقتها، وتأثيرها داخل التنظيم، بينما تناول البعض الآخر هذا الموضوع من خلال سلوك المنظمة ذاتها.

وقد زادت أهمية التركيز على دراسة السلوك في المنظمات في العصر الحديث من خلال التفاعل الذي يحدث بين الفرد، والجماعة، والمنظمة.

وقد جاء هذا البرنامج التدريبيّ بمدخل مختلف نسبيًّا من حيث وضع إطار "بناء المهارات السلوكية، وتنميتها" نظريًّا وعمليًّا، فهو يضع بين يدي القارئ في نهاية كل فصل التدريبات الإرشادية التي ترتبط بالموضوع الذي تناوله الفصل من ناحية التأصيل العلمي.

يقع هذا البرنامج في ثلاث وحدات؛ تتناول الوحدة الأولى توصيف السلوك الإنساني في فصلين هما: الإطار العام للسلوك الإنساني الذي يعرض تعريف العلوم السلوكية وأنواعها، ثم يعرض نموذجاً لتوصيف السلوك الفردي الإنساني، ومسببات هذا السلوك، ومحددات السلوك الإنساني من عوامل نفسية، واجتماعية، وحضارية، أما الفصل الثاني وهو السلوك الإنساني في المنظمات، فيستعرض أهمية هذا السلوك، وتعريفه وكذلك النظريات المتعلقة بالسلوك الإنساني وتطورها.

أما الوحدة الثانية فتتناول السلوك الفردي في المنظمات في خمسة فصول، حيث يتعرض الفصل الثالث لموضوع الإدراك من خلال عرض مفهوم الإدراك، وخصائصه، والعوامل المؤثرة في العملية الإدراكية، وكذلك مبادئ الإدراك، ودور الإدراك في السلوك التنظيمي، أما الفصل الرابع، فيستعرض موضوع الشخصية، ومحدداتها، ونظرياتها، وعلاقة الشخصية، والسلوك التنظيمي، وفي الفصل الخامس والخاص بموضوع التعلم يتعرض الفصل للعوامل المؤثرة في عملية التعلم، ومداخل عملية التعلم ومبادئه، إضافة إلى الاستخدام الفعال للتدعيم والعقاب في المنظمات، والمشاكل المرتبطة بالتدعيم، أما الفصل السادس، فيتعرض لموضوع الاتجاهات مستعرضاً ماهيتها، ووظائفها، ونشأتها، وكيفية قياسها، وأخيراً التغيرات التي تحدث في اتجاهات العاملين في المنظمات، وفي الفصل السابع والخاص بموضوع الدافعية يعرض الفصل مفهوم الدافعية، وخصائصها، وكذلك نظرياتها، وتصنيفاتها.

وتناقش الوحدة الثالثة السلوك الإنساني في المنظمات، وذلك في ستة فصول، فيعرض الفصل الثامن موضوع الجماعات من حيث المفهوم، وتكوين الجماعة وفرق العمل، وتطورها، ودورها، وفوائدها، وأنواعها، والفصل التاسع والمتعلق بموضوع القيادة يعرض معنى القيادة الإدارية، والدراسات المتعددة المرتبطة بالقيادة الإدارية، والوسائل الممكنة لتحقيق قيادة أكثر فاعلية، أما الفصل العاشر فيعرض موضوع الاتصالات مستعرضاً أهميتها، وأنواعها، وعناصرها، والمشكلات المرتبطة بها، وكيفية التغلب عليها، وكذلك الاتصالات الإنسانية مع الآخرين وأنواعها، والفصل الحادي عشر يعرض موضوع النزاع التنظيمي من حيث المفهوم، والأنواع، ومصادر النزاع، وآثاره، وأساليب حل النزاع التنظيمي، والفصل الثاني عشر يتعرض لموضوع التمكين من حيث جذوره، وماهيته، وكيفية إدارة التمكين، وأخيراً الفصل الثالث عشر، والذي يعرض موضوع إدارة الضغوط، فيتم التعرض للمقصود بضغوط العمل، وأسبابها والأغراض المختلفة لتلك الضغوط، وأخيراً كيفية التعامل معها.